000

100 ماتةمن عظماءامة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

تقديم الشيخ

جن ين عب للك الزغبي

جهاد الترباني

سر

100

ماتةمن عظمادامة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

اه -١٠١5م‏

رفم الإيداع: 16711 / 2010 الترفيم الدولى: 0 - 161 - 429 - 977 - 978

NYT AIL Y2 Ree ا‎ ¥ للطبع والنشر والتوزيع‎ ۰17۷ - £100۰1 الادارة‎ مايو - شبرا الخيمة‎ ١0١ ش‎ ۵ ADL A44) / م‎ - ٤٤4۷۱00۰٦0 / ف / ت‎ هش ابن البيطار خاف الجامع الأزهر‎ ۲0۱1۷۰4 / نَ‎

موقعنا على الانترنت:

www-daraltakoa.com

E-mail: webmaster © daraltakoa.com التوزيع‎

الي قين -شبرالنيمة ٤٤۷۱۸٠٤:‏

المدينة المنورة - مدينة نصر : 520

5 مكتبة الشامي - بالا سک ند ریف : ۲٤۹٦۰٦۲۰‏ ۰

0 غيروا مبرى التارية طم 5]

تقديم

+

الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله با

وبعد:

لقد قام المؤلف الباحث الأستاذ جهاد الترباني بتصنيف هذا المبحث نظرًا لأن أحد أساتذة التاريخ الأمريكان ويدعى البروفيسور مايكل هارت قام بإخراج كتابٍ يذكر فيه 0 شخصية في التاريخ الإنساني» يرى فيها المؤرخ الأمريكي من وجهة نظره أنها أعظم 10 شخصية في التاريخ البشري عبر جميع العصور والأزمنة» حيث وضع على رأس قائمة المائة رسول الله يك باعتباره أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ البشر.

إلا أن الباحث التاريخي جهاد الترباني رأى غير ذلك حيث أن المؤلف الأمريكي لم يميز في الشخصيات التي اختارها بين الصالح والطالح ولا بين العظيم والمجرم.

وأعظم دليل على ذلك أنه وضع مجرمًا مثل جنكيزخان في قائمة المائة الأكثر تأثيرًا في التاريخ. ٠‏

ا و 0

إضافة إلى بوذا الذي رأى الكاتب الأمريكي أنه كان يستحق أن يتربع على قائمة المائة وأن يتقدم على رسول الله يا لولا أن أتباعه كانوا قلة على عكس أتباع رسول الله

الأمر الذي كان سببًا في أن يحمل الترباني قلمه حتى يهدم ما بناه هذا المؤرخ الأمريكي من مغالطات تاريخية» وليكتب كتابًا بديلا عن ذلك يذكر فيه تراجم لمائة

عظيم من أبناء الأمة الإسلامية من دون الأنبياء» يستعرض من خلالهم قصة الإسلام ولقد أبحر الترباني في تاريخ العظماء من أبناء هذه الأمة بأسلوب شيق وعرض مثير. وهذا الذي ميز كتابه عن سائر الكتب التى خرجت في هذا الباب. وأسأل الله عز وجل أن ينفع بالكاتب وبكتابه وأن يجعل عمله خالصًا لوجه الله

يدان وكتبه أبو عمر محمد بن عبد الملك الزغبي

اريف 431 عن

0 غيروا مجرى التاريخ ‏

إن الحمد لله نحمده ونستعيئه ونستهديه» ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالناء إنه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدًاء وأشهد أن لا

إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» ثم أما بعد 55-5 ففي عام 1978م 58 قام أحد أساتذة التاريخ في أمريكا ويُدعى البروفيسور (مايكل

هارت) بتأليف کتاب أسماه: «المائة الأكثر تأثير اني التاريخ» اختار فيه هذا المؤرخ الأمريكي الشهير مائة شخصية في التاريخ البشري على مستوى العالم ليكونوا أبطالا لكتابه. العجيب في الأمر أن مايكل هارت لم يكتفي بذكر أسماء مائة شخصية يرى هو من وجهة نظره البحتة - كأستاذٍ للتاريخ الإنساني- إنها أعظم مائة شخصية أثرت في التاريخ» بل قام أيضًا بإعطاء الحق لنفسه بترتيب أسماء أولئك المائة بمنهاج يراعي تفاوتهم في العظمة .... أو ما يعتقد هو أنها عظمة!

وللإنصاف التاريخ أرى أن كتاب هذا العالم الأمريكي (اليهودي) يحتوي على قدر كبير من المعلومات القيمة التي تدل على سعة اطلاع وحيادية تاريخية كبيرة» ولكبن الأمر الذي يدعو للاستغراب يكمن في ردة فعل المسلمين على هذا الكتاب, فلقد احتفى المسلمون وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها احتفالا بتكرّم السيد هارت عليهم بوضع اسم نبيهم محمد بي على رأس قائمة المائةء وكأننا اكتشفنا اكتشافًا جديدًا لم نكن نعرفه من قبل! .... أو كأن رسول الله يكل كان ينتظر شهادة تقدير من هذا المؤرخ الأمريكي بعد أن شهد له الله - رب البشر - بالعظمة و السّمو الإنساني !!!

وبعد طول دراسة ومتابعة.... وجدت أن ذلك الاحتفال الإسلامي بهذا الكتاب إنما يكمن في معاناة المسلمين من نقص معرفي مخيف بتاريخهم الإسلامي بشكل خاص» والتاريخ الإنساني بشكل عام! فلو قام أحد أولئك المحتفلين بقراءة ذلك الكتاب الذي يحتفل به» لوجد أن البروفيسور مايكل هارت وضع رجالا مجرمين مثل (جنكيز خان) و(هتلر) في قائمة المائة التي يترأسها نبينا المصطفى! بل إن هارت يذكر في كتابه بكل صراحة أن (بوذا) - والذي صتّف كرابع البشر في العظمة- كان يستحق أن يتربع على

100 من عظماء inl‏ الإسلام عرش العظماء لو أن أتباعه كانوا بكثرة أتباع رسول الله لله ! ولست واثقًا تمامًا إن كان هذا المؤرخ الأمريكي يعلم وهو يكتب مثل هذا الكلام السخيف أن بوذا مات منتحرًا في غياهب كهوف آسيا بعد أن فقد عقله وأصبح مجنوئًا! ولكن الشيء الذي آنا واثقٌ منه تمام الثقة..... هو أننا كمسلمين نصنف محمد بن عبد الله ية كأعظم المخلوقات التي خلقها الله في التاريخ.

خطر ببالي أن أكتب كتابًا أستعرض فيه تاريخ الإسلام بشكل شامل ..... أضم بين ثناياه جميع الأحداث المهة التي مرت بأمة الإسلام ۰ مدل نشأنا.... ونحتى يوم الناس هذا !

دلا فين اانه ق تش ا علق بن ا ارم اا مسا يد SG‏

في هذا الكتاب E‏ طحب ا ف لسري و ر و سه افيا عبر جميع حقبات التاريخ الإنساني» ونكسر فيها حاجزي الزمان والمكان» لنتنقل سوية إلى بقاع مختلفة في الكرة الأرضية؛ من اليابان شرقاء إلى تشيلي غربًاء ومن السويد شمالاء إلى جنوب أفريقيا جنوبًاء لنسبر أغوار 100 عظيم في أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ!

هؤلاء العظماء المائة - الذين لا أزعم أبدًا أنهم الأعظم- سيكونون على أشكالٍ مختلفة» فالعظيم في هذا الكتاب قد يكون رجلا أو امرأة» مجموعة اجتماعية» أو قومية عرقية» قائدًا أو جنديّاء عربيًا كان أو أعجميًاء أو قد يكون ذلك العظيم عالمًا مخترعاء أو شاعرًا أدبا شهيرًا يشار إليه بالنتان» أو جهو ضاع في غياهب النسيان» مرتبًا أسماءهم بمنهاج - أزعم أنه مبتكر - لا يُراعى فيه تفاوتهم في الفضل آوالعظمةء » فضلا على أن يُراعى فيه بُعدا الزمان والمكان, ليق لنا كلّ عظيم منهم قصة الإسلام في الزمان الذي ظهر فيه» والبلاد التي خرج منهاء حتى إذا ما وصلنا إلى العظيم المائة» نكون قد أخذنا صورة شاملة لتاريخ الإسلام 2

0 غيروا مجرى التاري ب ب اس

وبالرغم من يقيني الكامل أن هذه الصورة إنما هي صورة مصغرة للتاريخ الإسلامي ( الذي اكتشفت بعد انتهائي من كتابة هذا العمل أنه تاريخ أوسع بكثير مما توقعت!)» وبالرغم من إدراكي التام أن عظماء الإسلام لايمكن حصرهم أبدا» حاولت مجتهدًا على مدى أكثر من عام من العمل المتواصل أن أختار مائة نموذج إسلامي نستطيع من خلالهم استعراض قصة الإسلام على مر العصورء آخدًا في عين الاعتبار أن يكون عرضي التاريخي لكل عظيم منهم مناسبا لطبيعة الغرض المصاحب له فتارة يكون الغرض هو السرد التاريخي البحت» وتارة يكون الغرض هو الدفاع عن صاحب تلك الشخصية» وتارة يكون الغرض منصبًا في الأساس على رد الشبهات الخطيرة التي ألقيت جزافًا على الإسلام» وتارة أخرى يكون غرضي هو الهجوم على أعداء الأمة!

في هذا الكتاب ..... سنحاول الإبحار في تاريخ السيرة النبوية» وحكايات الصحابة» وقصة دول الخلافة المتعاقبة» وقصة الدول المستقلة» وقصة الصليبيين» وقصة التتار» وقصة الاستخراب (الاستعمار) الأوروبي في القرنين الأخيرين» وقصة الفتنق» وقصة الردة» وقصة الفتوحات» وسنحاول جاهدين معرفة سر الشيعة» بدايتهم» خصائصهم السبع؛ عقيدتهم؛ خطرهم» مخططاتهم المستقبلية» وسنحاول في هذا الكتاب دراسة قصة الحضارة الإسلامية؛ مميزاتهاء منجزاتهاء أهم علمائهاء سندرس كيفية بناء الإمم» وكيفية انحدارهاء وسنأخذ تاريخ الأندلس كمثالٍ حي على ذلك» سنفصل تاريخ الأندلس بشكل مستفيض إلى حل ماء سندرس قصة الفتح الإسلامي في هذا البلد» وسنعرج على قصة الإمارة الإسلامية هناك ومن ثم على قصة الخلاقةالإسلامية في قرطبة» و قصة ممالك الطوائف» ثم نفصل قليلا في قصة إمبراطورية المرابطين» فالموحدين» ثم ندرس سقوط الأندلس» أسبابه» ارهاصاته» ثم ندرس حال المسلمين الأندلسيين بعد السقوط وقصة الانتفاضة الشعبية الكبرى هناك وأخيرًا نتطوّق إلى قصة محاكم التفتيش المرعبة في الأندلس» نتسلل من خلالها إلى أقبيتها السرية» وآلات التعذيب المخيفة» ثم نبحر في هذا الكتاب مع الأسطول الإسلامي العملاق» لندرس حكاية «معركة بروزة الخالدة» أكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام؛ ثم نستمر بالإبحار في هذا الأسطول الإسلامي العثماني» حتى نصل سوية إلى شواطئ الأمريكيتن» لندرس هناك قصة الهنود الحمر» ونذكر أسرارًا خطيرة تكشف لأول مرة عن تاريخهم وعن

٣‏ ح 100 من عظماوامة الإسلام علاقتهم بالإسلام» سندرس في أمريكا الجنوبية قصة الإرهاب الإسباني البرتغالي البشع» وسندرس في أمريكا الشمالية أبشع قصة عرفتها الإنسانية؛ قصة الاستعباده ثم ندرس قصة تحرر الأفارقة السود وعلاقة الإسلام بحركة التحرر رتلك. قبل أن نرجع مرة أخرى إلى العالم القديم لندرس حكاية العثمانيين الأتراك بالتفصيلء لنتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى قيامهم» والأسباب التي أدت إلى سقوطهم» بعد أن نكون قد درسنا قصة فتوحاء 2 وأهم معاركهم؛ لنرفق في نماية هذا الكتاب رسالة سرية بخط يد الخليفة عبد الحميد الثاني يبين فيها علاقة اليهود بعزله» سندرس في هذا الكتاب قصة «يهود الدونمة» وعلاقتهم بالدولة التركية الحديثئة» سندرس في هذا الكتاب قصة الصعود الإسلامي الجديد لتركياء تاريخه. أبطاله» أهدافه المستقبلية القادمة. سنفصل في هذا الكتاب قصة ة الإسلام في الهند. بعد أن تأخذ لمحة تاريخية عن تاريخ الهند الديني والاجتماعي» سندرس في هذا الكتاب تاريخ الفرس, منذ بداية نشوء الحضارة الفارسية اللآرية وحتى تكون الدولة الخمينية الحديثة» سنحاول أيضًا فهم سر الحقد الدفين ضد العرب بالتحديد بعد أن نكون قد أخذنا لمحة تاريخية عن تاريخ العرب كأمة حاضنة للإسلام» نشأتهم» قبائلهم» نظامهم السياسي والاجتماعي قبل الإسلام؛ تاريخهم الديني والثقاني» سندرس في هذا الكتاب سر اللغة العربية» وسر الهجوم المخيف عليها في السنوات الأخيرة» سنذكر في هذا الكتاب أيضًا قصيدة عجيبة لأعظم شاعر في تاريخ الجنس البشري» سندرس في هذا الكتاب حكاية حركات التحرر العربية ضد الاستخراب الأوروبي في القرنين الأخيرين» وستتطرق إلى أبطال التحرر في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين» وسنفصل في هذا الكتاب مفهوم التوحيد بشكل موسع» بعد أن ندرس قصة ثلاثة أبطال للتوحيد ظهروا في نجد والحجاز وموريتانيا» سندرس في هذا الكتاب تاريخ فلسطين» وتاريخ الصراع الإسلامي الصليبي» والصراع الإسلامي المجوسي» سنحاول في هذا الكتاب دراسة الخصائص العامة التي تجمع عظماء الإسلام» والخصائص العامة التي تجمع علماء المسلمين» سنحاول شرح بنود نظرية تاريخية جديدة تحاول شرح مفهوم الغزو التاريخي» سنحاول في هذا الكتاب قطف زهرة من بستان كل زمن في تاريخ المسلمين؛ أي أننا في نباية هذا الكتاب سنكون قد أخذنا لمحة لا بأس بها عن قصة الإسلام ..

0 غيروا مجرق التاريخ ب

في هذا الكتاب سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة :

ما هي بنود نظرية الغزو التاريخي؟ ومن هم غزاة التاريخ؟

من هو الخالد الأول في أمة الإسلام؟ ومن هو العدو الأول لغزاة التاريخ؟

ما قصة الأخوان بربروسا؟ ومن هم الفرسان الثلاثة؟

ومن هو الرجل الغامض آريوس؟ وما قصة مجمع نيقية؟

ما حكاية القادسية؟ ومن هم أسودها؟

ما حكاية معركة الزلاقة ؟ ومن هو قائد معركة الأرك الخالدة؟

من هم المرابطون؟ وكيف أسَّسوا أكبر إمبراطورية في تاريخ أفريقيا؟

من هو الداعية الصعيدي الذي فتح اليابان؟ ومن هو الشيخ البربري الذي فتح 20 دولة أفريقية بمفرده؟

من هو المحارب الثالث عشر؟ وما حكاية مغامرته في القطب الشمالي؟

من هم أصحاب الملابس البيضاء؟ ومن هم أصحاب الملابس السوداء؟

من هو نسر تونس العملاق؟ ومن هو إمام الجزائر العظيم؟ وما حكاية أسطورة المغرب الإسلامي؟

كيف انتشر الإسلام في أدغال أفريقيا وفي أحراش الهند و في سهول أوروبا؟

من هو العالم الإسباني الذي اكتشف أكبر سر موجود في الكتاب المقدس؟ وما هو ذلك السر الخطير الذي يمكنه أن يغير خارطة العالم؟

ما هي حكاية غزوة بدر؟ وما هي أحداث غزوة تبوك؟

من هم أبطال اليمن السعيد؟ وماهي حكاية أهل الشام؟ وكيف أنقذ المصريون الإسلام من أكبر خطر مر على الأمة الإسلامية؟

ما قصة رسالة رسول الله إلى هرقل؟ وكيف كان هرقل قاب قوسين أو أدنى من أن يسلم؟ ولماذا امتنع في اللحظة الأخيرة عن ذلك؟

ما حكاية محاكم التفتيش المرعبة؟ وما قصة العبيد في أمريكا؟

كيف دمّر المسلمون الإمبراطورية الفارسية إلى الأبد؟ ولماذا سمي الفرس بهذا الاسم؟ وما قصة رسل الإسلام لرّستم قائد جيوش فارس؟

jn 100‏ عظماء أمة الإسلام

موق لوو ا ترقز عادر | و ا العثمانيون؟ كيف جاءوا؟ وكيف اختفوا؟ وكيف عادوا من جديد؟

من هو الرئيس الأمريكي الذي كان مسلمًا؟ ولماذا أخفى إسلامه؟ وهل كان الهنود الحمر مسلمين قبل أن تأتيهم سفن كولوميس الصليبية؟

من هم التتار؟ من من أين جاءوا؟ وكيف انتهت إمبراطوريتهم؟ ومن هم الصليبيون؟ وما هي الأسباب الخفية للحملات الصليبية على الإسلام؟

من هو أعظم شاعر في تاريخ الإنسانية؟ ومن هو الرجل الذي يُبعث أمة وحده يوم القيامة بين محمد وعيسى؟

من أين جاء الأنصار؟ وكيف كان اليهود سببًا في إسلامهم السريع؟

ماذا كتب هارون الرشيد على ظهر رسالة نقفور؟ وماذا كتب المعتمد ابن عباد على ظهر رسالة ألفونسو؟

من هو الأمير الأفريقي المسلم الذي أصبح عبدًا في أمريكا لمدة أربعين عامًا؟ ومن هو(×)؟ وكيف تغيرت حياته بعد زيارته لمكة ؟

من هي أقوى امرأة في تاريخ نساء الأرض؟ ومن هي المرأة التي يعني اسمها بالعبرية «العابدة»؟ وما حكاية ماشطة بنت فرعون؟ ۰

من هو قائد قوات الكوماندوز المحمدية؟ ومن هو البطل الإسلامي الذي نزل جيش كامل من الملائكة على نفس هيأته؟

من هو صاحب بشارة رسول الله؟ وكم دولة أوروبية فتح؟

ما حكاية حروب الردة؟ وما قصة حديقة الموت؟ ومن هو الخائن الذي كان أشد خطرًا على المسلمين من مسيلمة الكذاب نفسه؟

لماذا يُهاجم تاريخ الإسلام بكل شراسة في السنوات الأخيرة بالذات؟

للإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها من الأحداث المثيرة والشيقة...... تابعوا معنا أحداث هذا الكتاب!

0 غيروا مدرگ التاررز _ لسلسم 13

العظيم الأول ب2 أمة الإسلام

أبوبكر الصديق

«"ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بکر» (رسول الله يَكنِ) لم يكن في ّي أن أرتب أسماء العظماء المائة في أمة الإسلام على حسب فضلهم ومقامهم» فليست هذه هي الغاية من هذا الكتاب على الإطلاق» والواقع أنني قررت أن أسلك مسلكًا في الكتابة لا يراعي فارق الزمان أو فارق المكان فضلا على أن يراعي فارق العظمة بينهم» فبعد أن استثنيت من هذا الكتاب الأنبياء والرسل الذين هم أعظم الخلق بدون أي منازع» صار الأمر عندي سبّان في ترتيب العظماء بما أراه مناسبًا لإنجاز هذا العمل الأدبي» حتى وإن تأخر ذكر أحد العظماء المائة الذي يفوق من قبله فضلا ومكانة في الإسلام. إلا أن القلم يخجل قبل صاحبه أن يكون على رأس أول كتاب من نوعه عن عظماء أمة الإسلام مخلوقٌ غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه» وكأني برسول الله وَل في فراشه الأخير وهو يأمر المسلمين أن يكون أبو بكر هو الإمام المقدّم قائلا: «ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر»» لذلك أصبح لزامًا علي أن أضع استثناءً وحيدًا في ترتيب المائة في هذا الكتاب بحيث يكون أولهم هو أعظمهم في نفس الوقت» بل هو الإنسان الأعظم بعد الأنبياء» فهو أول من سيدخل الجنة من البشر بعد الأنبياء» بعد أن كان أول إنسان حمل شعلة التوحيد التي تركها الأنبياء لينير بها ظلام الدنيا في مشارق الأرض ومغاربهاء ليكون هذا الرجل صاحب السبق في تحمل عبء الدعوة التي أوكلت لأول مرة في التاريخ إلى البشر العاديين دون الأنبياء. وأبو بكر الصديق هو صاحب رسول الله َي قبل الإسلام وبعده؛ والإنسان الوحيد الذي اختاره الله من فوق سبع سماوات ليصحب رسوله في الهجرة» وأبو بكر هو ول

لل 100 من عظماءامة السام رجل في التاريخ يؤمن برسالة محمد ء4 وهو أول أعظم عشرة رجال وطأت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء» وأبو بكر هو الرجل الذي حمل عبء الدعوة على عاتقه منذ أول يوم أسلم فيه ليسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة» وأبو بكر هو أبو السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاهاء وأبو بكر هو أول خليفة لرسول الله لا.

والحقيقة أن عظمة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه وإن كانت قد برزت بعد إسلامه کل ف إلا أدنا كر رة الل نقد كان و كر سو ضير ربعا وفك قن الإسلام» فهو أحد العشرة الذين قُسّمت بينهم أمور مكة في جاهليتهاء وقد عُهد إليه أمرٌ الديات والكفالات في قریش» فكان لزامًا على كل من أراد أن يستدين شيئًا في مكة أن يطلب كفالة أبي بكر الصديق أولا.

ولأن فضل أبي بكر الصديق لا يخفى على أحد من المسلمين؛ ولأن ؤكرٌ جميع مظاهر عظمة هذا الرجل يعتبر من رابع المستحيلات» فقد ارتأيت من باب الإيجاز أن أذكر فضلين اثنين فقط للصديق» لو لم يقدم أبو بكر سواهما للإسلام لكفياه لكي يتربع على قمة صرح العظماء إلى يوم يبعثون» ولن أسترسل في ذكر الجانب الديني لهذا الرجل» فقد كتب من هو خير مني عنه ومازالوا يكتبون» ولكني سأحاول أن أذكر سبب عظمة هذا العظيم الإسلامي من جانب إنساني بحت» هو أقرب إلى الحياد التاريخي منه إلى التحيز» وإن كنت لا أزعم أبدا الحياد التام وأنا أكتب عن صاحب رسول الله َك .

الفضل الأول لأبي بكر الصديق علي وعليك وعلى سائر المسلمين بل وعلى سائر البشر هو وقوفه حائلا منيعًا أمام انحدار العنصر البشري إلى ظلمات الجهل والتخلف بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل إلى الأبد فلقد بعث الله الأنبياء بدعوة التوحيد عبر جميع العصورء فآمن بهم من آمن وكفر بهم من كفر» ولكن أغلب أولئك المؤمنين وذريتهم انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت أنبيائهم» فحرّفوا رسالة الله عن قصد أو غير قصد بعد أن ضاعت الكتابات الأصلية لهذه الرسالات» فأشرك معظم العرب بعد موت إبراهيم بالله الواحد واتخذوا لأنفسهم أصنامًا ظتا بهم أنها تقربهم إلى الله» وعبد النصارى عيسى ية بعد أن رفعه الله» بل إن بني إسرائيل عبدوا العجل لمجرد غياب موسى عنهم لمدة أربعين يومًا فقط ! واتخذ قوم نوح أولياء الله

0 غیروا مجرى التارية << - سم 15آ] الصالحين أربابًا من دون الله بقصدٍ أو بدون قصدء ظنًا منهم أنهم يتقربون بذلك إلى الله فصارت المرأة تدعو الأموات دون الله لكي يرزقها بالذرية» وصار الرجل المهموم يذهب للميت لكي يفرج عنه الغم والكرب» بل وصل الشطط ببعض الناس لكي يطوفوا حول قبور أنبيائهم وأولياء الله الصالحين» فصاروا للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان! ولمّا كانت رسالة محمد ية هي آخر رسالة تبعث للبشر» أصبح ضياع هذه الرسالة أو تحريفها ضياعًا للمستقبل البشري وأسباب كينونته» والحقيقة أن ذلك كاد أن يحدث فعلًا لولا أن سخّر الله لبني الإنسان رجلا اسمه عبد الله بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي» وهو نفسه الرجل الذي عرف في التاريخ باسم «أبي بكر الصديق» (لتبكيره في الدخول في الإسلام وتصديقه لحادثة الإسراء والمعراج من أول لحظة !)» فوقف هذا العملاق العظيم بعد موت حبيب روحه ورفيق دربه» ليبين للمسلمين أعظم

قاعدة عرفتها البشرية بعد الأنبياء» قاعدة تكتب والله بحروف من ذهب:

امن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات» ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت» الفضل الثاني لأبي بكر يكمن في انتصاره على جيوش الروم والفرس في آن واحد! فقد حاول رسول الله ب في حياته أن يصل برسالة التوحيد إلى شعوب العالم بأسره؛

وفعلا قام باستخدام الوسائل السلمية في دعوة البشر» فأرسل رسله إلى ملوك الأرض برسائل تدعوهم إلى عبادة رب الناس وترك استعبادهم للناس» إلا أن أولئك الملوك رأوا في الإسلام ما يتناقض مع ظلمهم وجبروتهم على شعوبهم المستضعفة» فقاموا بقتل الرسل» وحجب رسالة الإسلام عن شعوبهم المستضعفة» فأعلنوا الحرب على رسول الله ي فمزق كسرى الفرس المتغطرس (خسرو الثاني) رسالة أعظم إنسان عرفته الأرض» وأوعز إلى عامله في اليمن باعتقال رسول الله كلد أما إمبراطور الروم (أغسطس هرقل) فقد حارب الإسلام رغم إيمانه بصدق نبوة محمد بيا (كما سنرى لاحمًا في خضم هذا الكتاب)» لذلك قام أبو بكر الصديق جزاه الله كل خير بعمل لم يسبقه إليه أحد في تاريخ الفاتحين» فالمعلوم أن ثمة قاعدة عسكرية ثابتة منذ قديم الزمان ما زالت تدرّس في ش الكليات العسكرية الحديثة» آلا وهي «تجنب فتح أكثر من جبهة واحدة في القتال العسكري !»» فلقد انهزم (نابليون بونابرت) عندما فتح جبهة ثانية مع «روسيا القيصرية)»

0 هن عظماء inl‏ الإسلام Ones Oe EE,‏ ولكن أبا بكر الصديق كان هو الإنسان الأول في تاريخ الأرض الذي كسر هذه القاعدة العسكرية بقتال جيوش أكبر إمبراطوريتين في الأرض في نفس الوقت» فبعد أن رفض أباطرة الفرس والروم السماح لدعاة الإسلام بنقل رسالة التوحيد للشعوب المستضعفة» قام أبو بكر الصديق بتسبير كتائب النور بفرسانٍ جلهم من أن أصحاب محمد بن عبد اله فدك الصديق حصون كسرى على الجبهة الشرقية بجيش تحت قيادة البطل الأسطوري (خالد بن الوليد)» وزلزل أبو بكر ديار الروم على الجبهة الغربية بجيش تحت قيادة العملاق (أبي عبيدة عامر بن الجراح)» وما هي إلا سنيّاتٍ قليلة من إعلان أبي بكر الحرب حا اكلا ارا كو راي جروا ارين ورج ترم يعني سيو بريةا سوم الدولة الأولى في العالم بأسره.

الجدير بالذكر أن أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه وأرضاه لم يكن آخر من كسر تلك القاعدة العسكرية» فلقد قام قادة آخرون بكسرها بكل نجاح (جميعهم بدون استثناء من أمة الإسلام !) ليقف علماء التاريخ العسكري عاجزين عن حل تلك الأحجية السحرية!

فلقد دارت تلك الأحجية السحرية أيضًا حول رجلٌٌ ظهر في أقصى بلاد المغرب الإسلامي بعد أكثر من 1300 عام من موت أبي بكر الصديق» فلم يكتف ذلك الرجل بقتال إمبراطوريتين فقطء بل قام بقتال أعظم ثلاث إمبراطوريات في العالم آنذاك !

فمن يكون ذلك الرجل العظيم الذي أنجبته أمة الإسلام والذي أصبح اسمه رمرًا لثوار العالم في الأرض كلها؟ وكيف استلهم منه ثوار آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية معنى الكفاح المسلح؟ وكيف اعتبره ثوار فيتنام أستاذًا لهم في معركتهم ضد الإمبريالية العالمية؟ وما حكاية معركة (أنوال) الأسطورية التي كانت وبلا شك يومًا من أيام الله الخالدة؟ وما هو لغز تلك البرقية السرية المشفرة التي وصلت إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 1947م من ميناء صنعاء اليمني؟

0 غيروا مجرى التاريذ ب

«أسطورة المغرب الإسلامي»

الأمير

محمد بن عبد الكريم الخطابي

«أيها الأمير... لقد أتيت إلى القاهرة خصيصًا لكي أتعلم منك»

(الثائر الشيوعي تشي جيفارا 1960)

«إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند» ويتغنون

باسمه... إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة

المؤمنين والخلافة الإسلامية» هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية» (السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني 1921)

«دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي» والطائرات الإسبانية

والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلا

يضرب ببندقيته الطائرات» فتعجبت من هذه الظاهرة البشرية الفريدة !) (الصحاني الأمريكي فانسن شون 1926) لم يصدق (عبد الرحمن عزام باشا) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه» وهو يقرأ . تلك البرقية السرية التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام 1947 م: (عاجل وسري للغاية... لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخًا أسيرًا مكبلا بالسلاسل» يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عامًا....والسفينة في طريقها الآن إلى فرنسا وستمر غدًا بميناء بورسعيد المصريء لذا وجب التنبيه!) وما أن فرغ عزام باشا من قراءة هذه البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع (الملك فاروق) لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب» فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته» وما هي إلا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط

للح 100 من عظماء أمة الإسلام المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفيئة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هويته» وبعدها بأقل من أربع وعشرين ساعة أحضر الضباط المصريون إلى الملك شيخًا بلحية بيضاء كالثلج يمشى بخطوات ثابتة رغم بطئهاء تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهرٌ للعظمة والسمو لا تخفى . على أحدء يلبس لباسًا أبيض غاية في البساطة» وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات لسلاسل وأغلال وكأنما حتت في جلده نحتاء فلا أصبح هذا الشيخ بين يدي الملك فاروق سأله ملك مصر عن هويته» فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر نحو الملك بعينين كعيني الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة: (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي)... ٠‏

نغور قليلا في التاريخ» ونتحول إلى الغرب من القاهرة وبالتحديد إلى بلدة «أغادير) في الريف المغربي الإسلامي في سنة 1301 ه/ 1883م هناك يُرزق شيخ قبيلة من قبائل الأمازيغ البربر يدعى الشيخ «عبد الكريم الخطابي» مولودًا يسميه تبركًا على اسم رسول الله محمد بيا ليقرر هذا الشيخ تربية ابنه تربية صالحة منذ نعومة أظافره» وفعلا قام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه» ثم أرسله إلى جامعة «القرويين» في مدينة «فاس» ليتعلم هناك الحديث والفقه الإسلامي» وما هي إلا سنوات حتى أصبح محمد ابن عبد الكريم الخطابي» قاضي القضاة في مدينة «مليلية» المغربية وهو مايزال في عمر الشباب. في هذا الوقت كانت ظروف المغرب الإسلامي أصعب من أن يتخيلها إنسان» فلقد أدركت الدول الاستخرابية (الاستعمارية) أن بلاد المغرب الإسلامي تعتبر بمثابة مصنع للأبطال عبر التاريخ» فمنها حرج مجاهدو دولة «المرابطين» إلى الأندلس» ومنها أبحرت قوات دولة «الموحدين» إلى أوروباء ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة إلى أوروبا تحت قيادة (طارق بن زياد) فقررت تلك الدول إنهاء هذا الخطر الإسلامي» فعقدت دول أوروبا مؤتمر «الجزيرة الخضراء» عام 1906 م بمشاركة 12 دولة أوروبية» ولأول مرة في التاريخ يظهر اسم «أمريكا» لتكسر بذلك الولايات المتحدة | الأمريكية «مبدأ مونرو» الذي ينص على: «عدم التدخل الأمريكي في السياسة الدولية)» كل هذه الدول اجتمعت من أجل انباء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبدء فكان

0 غيروا مبركالتااياً ب _ سيط 19] القرار النهائي لهذا المؤتمر: تقسيم بلاد المغرب الإسلامي !

العجيب أن تلك الدول لم تكتفي بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب» بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل» بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي» فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب «موريتانيا» ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال «الصحراء الغربية»» ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء «(وسط المغرب الحالي» ثم إسبانيا إلى الشمال أيضًا في الساحل الشمالي للمغرب «الريف المغربي»» وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنا هنا وأخرى هناك» وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الأبد. ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما الله كل خير كان لهما رأي آخره فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة» ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة» عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله وأسروا ابنه الشيخ محمد» ووضعوه في أحد السجون في قمة جبل من جبال المغرب» وبطريقة أسطورية لا توصف» استطاع البطل بن البطل أن يصنع حبلا من قماش فراشه» ليحرر به نفسه من نافذة السجن» ولكن الحبل ولسوء الحظ لم يكن بالطول الكافي ليصل بالخطابي من قمة الجبل إلى الأرض»ء ليقفز بطلنا من ارتفاع شاهق على الصخور الصمّاءء. لتكسر بذلك ساقيه ويغمى عليه من شدة الصدمة» قبل أن تكتشف سلطات السجن أمره وتعيده إلى السجن.

وبعد حين من الأسر خرج الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي من السجن ليكوّن من رجال قبائل الريف المغربي جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل فقطء مبتكرًا بذلك فنا جديدًا من فنون القتال العسكري كان هو أول من استخدمه في تاريخ الحروب تحت اسم «حرب العصابات»» وقد استخدم كل ثوار العالم بعد ذلك هذا الفن العسكري القائم على فنون المباغتة والكر والفر. ثم ابتكر الأمير محمد نظامًا آخر في المقاومة اعترف الزعيم الفيتنامي (هوشيمنه) أنه اقتبسه من الأمير الخطابي في قتال الفيتناميين للأمريكيين بعد ذلك بسنوات» هذا النظام هو نظام حفر الخنادق الممتدة تحت الأرض حتى ثكنات العدوء وبذلك استطاع هذا البطل الإسلامي تلقين الجيش الإسباني درسًا جديدًا في كل

100 من عظماء anl‏ الإسلام يوم من أيام القتال . ولما تضاعفت خسائر الإسبان في الريف الإسلامي قام ملك إسبانيا (ألفونسو الثالث) عشر بإرسال جيش كامل من مدريد تحت قيادة صديقه الجدرال (سلفستري)» والتقى الجمعان في معركة «أنوال» الخالدة» جيش إسباني منظم مكون من 0 ألف جندي مع طائراتهم ودباباتهم مقابل 3 آلاف مجاهد مسلم يحملون بنادق بدائية فقطء ولكن هذان خصمان اختصموا في رمهم» فئة تقاتل في سبيل الله» وأخرى تقاتل في سبيل الأرض والصليب» فكان حمًا على الله نصر المؤمنين» وفعلا انتصر الثلاثة آلاف مجاهد تحت قيادة الأسطورة الخطابية على جيش كامل من 60 ألف مقاتل صليبي: وقتل المسلمون 18 ألف إسباني» وأسروا عشرات الآلاف من الغزاة» ولم يسلم من الهلاك والأسر إلا 600 جندي إسباني هربوا إلى إسبانيا كالكلاب الفزعة» ليقصّوا أهوال ما رأوا في الريف المغربي على ملكهم» ليأسس الأمير الخطابي بعد ذلك «إمارة الريف الإسلامية» في شمال المغرب الإسلامي, وخلال 5 أعوام من إمارته قام الخطابي بتعليم الناس الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الشعوذة والدروشة» ثم قام بإرسال البعثات العلمية لدول العالم» وتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية الإسلام e‏

وكما هو متوقع بعد كل صحوة إسلامية ..... اجتمعت دول الصليب مرة أخرى (وهي التي لا تجتمع إلا في قتال المسلمين!)ء بعد أن أحست بخطر الدولة الإسلامية الوليدة التي لو بقيت لغيرت مسار التاريخ» فكوّنوا تحالمًا من نصف مليون جندي أوروبي بدباباتهم وطائراتهم وبوارجهم الحربية» ليحاربوا به 20 ألف مجاهد فقطء فكانت المفاجأة الكبرى! لقد انتصر المجاهدون تحت قيادة الأمير المجاهد محمد ابن عبد الكريم الخطابي في جميع الجولات التي خاضوهاء فأوقعوا الخسائر تلو الخسائر في صفوف الغزاة» مما اضطر جيوش أوروبا المتحالفة أن تشتري ذمم بعض شيوخ الطرق الصوفية المبتدعة» فقام هؤلاء الخونة بقتال الأمير الخطابي الذي كان يحارب من قبل البدع الصوفية من الرقص والدروشة وإقامة الموالد التي لم ينزل الله بها من سلطان» فأصدروا فتوى تحرم القتال مع الخطابي» قبل أن تقوم طائرات فرنسا وإسبانيا بإلقاء الأسلحة الكيميائية والغازات السامة على المدنيين» في نفس الوقت الذي حاصر فيه الأسطول الإنجليزي سواحل المغرب» فقاتل الخطابي أمم الأرض مجتمعة من خونة

0 غيروا مجرى التاريذ تنم رد ما دو aE a‏ ا قيادته» فقاتل أولئك النفر كالأسود حتى يأس الصليبيون من هزيمتهم» فلجئوا عندها إلى أسلوب قديم حديث ستجدونه يتكرر كثيرًا في طيّات هذا الكتاب في قصص العظماء المائة في أمة الإسلام؛ لقد لجأ الصليبيون إلى طلب الصلح مع الأمير محمد مع إعطاء المسلمين الضمانات الموثقة على سلامة كل المجاهدين وإتاحة سبل العيش الكريم لأهل المغرب بكل حرية واستقلال. ْ

وكعادتهم 5 عو الساموة فداه ركان يولع الا E‏ المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ونفيه إلى جزيرة في مجاهل المحيط الهندي» ليس لسنة أو اثنتين» بل لعشرين سنة متصلة قضاها هذا البطل في أسر دعاة حقوق الإنسان» في أسر من خرجوا للعالم بشعار الشورة الفرنسية: ( Liberté, Égalité,‏ 314 (حرية» مساواةء إخاء)» فأي حرية تدَّعونها أيها المجرمون في حبس شيخ ضعيف مدة عشرين سنة؟! وأي مساواة تتكلمون عنها وأنتم تقتلون نساء المسلمين وأطفالهم بغازاتكم السامة القذرة؟! وأي إخاء تسخرون به من عقول المغفلين sS SG SS‏ من بني البشر ٠‏ حضارة .... فسحقا ذا لكم ولحضارتكم تلك !

وبعد 5 كانت هذه بعض سطور عن ملحمة إسلامية خالدة» هي غاية في البطولة لقائد إسلامي عظيم ضحى بزهرة شبابه لرفع راية لا إله إلا الله - محمد رسول الله» ومما رن ال وید ار اد ان م فاا ما بجر بام قا على ادر ن أن كثيرًٌا منهم متيمون بأبطالٍ لم يحاربوا إلا من أجل مصالح دنيوية ومبادئ شيوعية» فلو علم شبابنا ممن يعلقون صور الثائر الشيوعي (تشي جيفارا) أنه أتى للقاهرة ليتعلم من بطل الإسلام الأسطوري محمد بن عبد الكريم الخطابيء لتغير رأي شبابنا في تاريخهم الذي نسوه أو أنسوه (بضم الألف)» فصاحبنا هذا لم يكن صحابيًاء بل لم يكن عربيًا البتة؛ وبغض النظر عن مدى عظمة هذا البطل المغوار» فإن ذكره في مقدمة الكتاب يأتي ردا على أولئك المساكين الذين إذا طلبت منهم الاقتداء ببطولات الصحابة وتضحياتهم تحججوا بحجة واهية» ألا وهي أننا لسنا من جيل الصحابة» فكان ذكر رجل ظهر في

100 من عظماء أمة الإسلام القرن العشرين الميلادي» لهو خير جواب على أولئك الذين لم يقرءوا شيئًا عن تاريخ أمتهم المشرق.

ولكن ما قصة أرض مصر التي احتضنت أبطالا من كل الأعراق في أمة الإسلام ابتداءً من السلطان الكردي صلاح الدين الأيوبي» إلى الأمير المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي» مرورًا بالملك التركي قطز قاهر التتار؟ ومن هي تلك السيدة المصرية التي كانت أم العرب العدنانيين أجداد نبي الإسلام محمد يَد؟ وما هو الدرس التي علمته هذه السيدة لبني البشر؟ ولماذا أصبحت هذه السيدة العملاقة واحدة من أعظم عظيمات أمة الإسلام؟ ّْ

0 غيروا مجرى التاريذ ‏

لبا إن أسكث ن درق يواد عبر ذى دع عند بيك المحم 4 السيدة هاجر

(آلله أمرك بهذا يا إبراهيم؟ فلن يضيعنا الله إذَا) (السيدة هاجر)

نصيب نساء الإسلام يفوق النصف بين عظماء هذه الأمة» إِمّا بأفعالهن أو أفعال أبنائهن الذين تربوا على أيديهن» فلم أقصد أبدًا بكتاب العظماء المائة كرّ عظيمي الإسلام دون عظيماته» وإنما قصدت الجمع بينهم بصيغة الجمع «العظماء»» وهكذا فعلت العرب عند جمع الذكور والإناث معًاء وهكذا أفعل أنا ا

فأمة الإسلام أمة ممتدة لا تعرف حدودًا للعنصر البشري» فضلا من أن تعرف حدودًا لزمان أو مكان» فالعظماء في هذه الأمة تجمعهم ثلاث صفات أساسية شكلت هويتهم الفريدة وميزتهم عن باقي البشر:

(الوحدانية في العقيدة - والتنوع في العنصر- والسمو في الهدف)

فعلى الرغم من أن السيدة هاجر قد ماتت قبل بعثة محمد بل بمئات السنين» إلا أنها تنتمي لنفس العقيدة ونفس الدين» ألا وهو دين الإسلام, الدين الذي دعا إليه آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق وإسرائيل ولوط وموسى وعيسى. فالدين عند الله هو الإسلام» أما غير ذلك من أديان فهي أديان ابتكرها البشر لأنفسهم» فسمى البوذيون أنفسهم بهذا الاسم نسبة لفيلسوفهم (غوتاما بوذا»» وأطلق اليهود هذا الاسم على دينهم نسبة إلى (يهوذا بن يعقوب) أحد أسباط بني إسرائيل» والمسيحيون نسبوا أنفسهم إلى الرب الذي يعبدونه (المسيح بن مريم) ليه أما أتباع محمد بن عبد الله فلم يسموا أنفسهم (المحمديين)» بل لم يكلّفوا أنفسهم عناء البحث عن اسم لهم» فلقد سمّاهم الله من فوق سبع سماوات ب (المسلمين)» فالمسلم هو كل من يُسلم نفسه لله.

وعظيمتنا التي نحن بصدد الحديث عنها تنتمي لهذه الأمة العظيمة» أما عنصرها فهو عنصر رائع كان وما زال يحَرّج العديد من عظماء أمة الإسلام, إنه العنصر المصري أو

بسح )10 jn‏ عظماءأمةالإسلام القبطي» ولفظة القبط تعني سكان وادي النيل» وهي تعريب للكلمة اليونانية أيُجبتيوس التي تعني مصري! وليس كما يظن البعض أن القبطي هو المسيحي أو النصراني المصريء فالغالبية العظمى من الأقباط هم أقباط مسلمون ! ومن هذه الأرض بالتحديد وُلدت بطلتنا القبطية التي كانت جارية في مصر إبان عهد الهكسوسء قبل أن يتزوجها إبراهيم يه لتنجب له إسماعيل ايه ليكون فيما بعد أبّا للعرب العدنانيين (العرب المستعربة) الذين خرج منهم أفضل مخلوق خلقه الله في الكون» محمد 5 فالمصريون إِذَا هم أخوال العرب!

المهم في القصة أن الله أمر خليله إبراهيم أن يصطحب هاجر ورضيعها إسماعيل من فلسطين إلى واد غير ذي زرع في الحجاز عند جبال فاران» هناك أمر الله نبيه إبراهيم أن يترك امرأته ورضيعها ليقصد هو فلسطين راجعًاء عندها سألت هاجر زوجها وعينيها تملؤها الدهشة من قرار زوجها الغريب» فلم يجب إبراهيم زوجه بشيء» فسألته هاجر: آلله أمرك بهذا؟! فهز إبراهيم رأسه بالإيجاب» وهنا يخرج جواب من فيه هذه السيدة العظيمة ليكون سبيًا في خلودها في ذاكرة الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فقالت بكل ثقة: فلن يضيعنا الله إِذًا!

وسر عظمة هذه المرأة يتمثل بتطبيقها لشرطي النصر: الإيمان والعمل! فهاجر وثقت أولا بالله عز وجلء ثم قامت بعد ذلك بكل ما في استطاعتها من سعي بين الصفا والمروة لإنقاذ ابنها الرضيع الذي كان يئن من ألم الجوع والعطش» حينها علم الله أن هذه المرأة قامت بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر: الإيمان والعمل» وعندها - وعندها فقط - أتى الأمر الإلهي اليسير: كن! حينها خرجت من بين أقدام الطفل الذي أوشك على الهلاك عينْ ماءٍ تحمل في كل قطرة من قطراتها حكاية النصر والبقاء» لتجري هذه العين بشكل إعجازي من بين الصخور الصماء في مكة إلى يومنا هذاء وكأن الله يقول لنا إن ينبوع النصر لا ينضب أبدًا!

رق طعا نسي عا ا سوق كان عتم انها اتاد وأن يتخيل أن الأمة الإسلامية الآن هي ذلك الطفل الذي يبكي ويوشك على الهلاك في تلك الصحراء القاحلة التي لا يبدو فيها أي مظهر من مظاهر الحياة» فإذا قام كل واحدٍ

0 غيروا مجرى التاريذ س منا بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر والبقاء «الإيمان والعمل»» فكنا مؤمنين أولًا بأن أمتنا لا بد لها وأن تنهض» ثم قام كل واحدٍ منا بواجبه لإنقاذ وإحياء هذه الأمة التي هي الرضيع الذي يئن من الألم» فلا شك وقتها أن النصر سيكون حليفنا في النهاية» حتى لو ِ كان ما نقوم به يبدو للآخرين شيئًا من العبث» فقد كانت أمنا هاجر تقوم بنفس هذا «العبث» في بحثها عن أسباب الحياة بين الصفا والمرة لسبع مرات !

من أجل ذلك استحقت السيدة هاجر أن تكون من أعظم عظيمات أمة الإسلام؛ لتصبح هذه الجارية المصرية أمّا للعرب والمسلمين» فيصبح لزامًا على المسلمين تحرير بلاد أمهم من رجس الشرك أولا ثم من ظلم الإمبراطورية الرومانية ثانيًا! ش فمن هو ذلك البطل الإسلامى الذي حرّر أرض أمنا هاجر من الاحتلال الروماني؟ وما هو سر ذلك الهجوم الإعلامي الشرس الذي يتعرض له هذا العظيم الإسلامي بالذات في السنوات الأخيرة؟

jn 0‏ عماء أمة الإسلام «أرطبون العرب»

عمروبن العاص

(أَسْلَمَ الاس وَآمَنَ عَمْرُو بن الْمَاص) (محمد عَيِةِ) (لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب) (عمر بن الخطاب) (والله يا مسيلمة إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب) (عمرو بن العاص) كنت يومها صبيًا يافعًا في الصف التاسع في إحدى مدارس مدينة رفح الفلسطينية» يومها وقفت أمام أستاذي وقلت له والغيظ يملؤني: لماذا نضيع الوقت بدراسة قصة رجل ببذه الصفات؟! كان قلبي يومها مشبعًا بالغضب وأنا اقرأ قصة ذلك الرجل الذي طفحت كتب المناهج الدراسية بحكايات غدره وخيانته» ففشلت كل محاولات أستاذي لتغيير قناعاتي تلك عن ذلك الرجل» وكبزت» وكبر معي طعني بذلك الرجلء غير أنني أحمد الله عز وجل الذي ألهم بصيرتي وأمَّد في عمري حتى جاء اليوم الذي أكفر به عن خطيئتي تلك لأكتب عن رجل من أشرف الناس وأصدق الناس وأعظم الناس: «لقد جاء الوقت يا ابن العاص كي أطلب منك العفو بهذه الكلمات القليلةء سائلا المولى عز وجل أن لا يخزني يوم القيامة أمامك يا أبا عبد الله» وأن يجمعني بك في حضرة صاحبك» محمد يل إنه ولي ذلك والقادر عليه) والحقيقة أن ذلك الظن السوء بعمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه لم يكن نابعًا من فراغ؛ فلقد كنت وقتها ضحية من ضحايا ما أحب أن أطلق عليه نظرية «الغزو التاريخي» هذا الغزو ليس غزوًا بالدبابات أو الطائرات أو حتى بالأفكار كالغزو الثقافي»

0 غیروا مجر التاررز ل سس بل هو أخطر من ذلك بكثير» فالغزو التاريخي لا يحارب الواقع قط وإنما يحارب الماضي الذي بُني عليه الحاضرء ونظرية الغزو التاريخي تتلخص بأن يدمر الغزاة أسباب وجودنا أصلا على ساحة التاريخ» وذلك بالتشكيك والطعن برموز الأمةء فينتج عن ذلك بالضرورة تشكيك بالروايات التي نقلها لنا رموزنا أو التي نقلت عنهم بالأساسء قبل أن يقوم الغزاة بتسليط الضوء على مراحل الضعف التي مرت بها الأمة أو حتى اختلاق قصص وهمية تشوه صورة تاريخنا في أعينناء ليقوم أولئك الخبشاء بتحويل أبطالنا إلى قتلة قذرين وعلماثنا إلى أشخاص مجانين وي أحسن الأحوال إلى شطبهم جميعًا من ذاكرة التاريخ نبائيًا! في نفس الوقت يقوم نفس الغزاة بتمجيد أبطال وهميين في تاريخهم أو حتى في تاريخناء فيتحول (عمرو بن العاص) صاحب رسول الله إلى مجرم حرب Sa‏ بورد ناح كلت تجلاي كتبنا الدراسية» ويصبح (عباس بن فرناس) مخترع الطيران عالمًا مجنونًا بينما جد (آينشتاين) صاحب مشروع القنبلة النووية التي قتلت مئات الآلاف من الأبرياء» وفي أفضل الحالات يعمل نفس الغزاة بالعمل على محو اسم بطل حقيقي قلّما رأت الأرض مثله كالبطل (أحمد بن فضلان) - الذي سنأتي على ذكره فى هذا الكتاب- لِيُشطب اسم هذا البطل من ذاكرة بطولاتناء ويوضع مكانه اسم بطل خرافي مثل (السندباد) أو (علاء الدين) أو حتى (علي بابا)» فلا يتبقى لنا بذلك في تاريخنا الممتد إلا قادة مجرمين» أو علماء مجانين» أو أبطالًا وهميين لم يصبحوا أبطالًا إلا بمصابيح سحرية أو بُسطٍ طائرة! وبهذا لا يبق لك إذا كنت مسلمًا وأردت أن تصبح بطلا إلا أن تشد الرحال إلى قفار الصحراء القاحلة أو غياهب الكهوف المظلمة علّك تجد مصباح علاء الدين الذي من خلاله - ومن خلاله فقط -‏ يمكن لك أن تصبح بطلا ومسلمًا في آنِ واحد! وبعد أن يزرع فيك الغزاة هذا الاعتقاد الخطير» فإن مفهوم القدوة يسقط من عينيك من دون أن تحس أنت بذلك» وعندها وبكل سهولة..... نسقط أنا وأنت كالثمار العفنة !

ES o‏ لمن هد الرجل هو ثاني أكثر رجل سوهت صورته من قبل غزاة التاريخ» لم يسبقه بكثرة التشويه إلا عظيم آخر من عظماء أمة الإسلام سوف أذكره في قلب هذا الكتاب» وسأفرد له

د 100 هن عظماء أمة الإسلام OTT‏ المائة !

أمّا عن سبب اختيار عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه بالذات لتكال له كل تلك التهم والشبهات» فيكمن في كون عمرو بن العاص هو الفاتح الفعلي للقدس أهم مدينة عند غزاة التاريخ» قبل أن يضيف إليها أرض مصرء هذا البلد المهم الذي يُكوّن مع أرض الشام المباركة الدعامتين الأساسيتين للإسلام عبر التاريخ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة» هذه الأسباب تبين بشكل لا يدعو للشك هوية المشوهين لتاريخ هذا الرجل» نهم الصليبيون» وإن كانت الأدوات في الغالب هي بعض المثقفين العرب مدفوعي الأجرء وطبعًا لا ننسى الأداة الرخيصة التي سنراها تتكرر في هذا الكتاب بشكل غريب ا ون ا ار الشيعة الروافض!

ولعل رواية التحكيم الشهيرة التي تتكرر في مناهجنا المهترئة» هي من أهم أسباب طعني القديم في هذا البطل الإسلامي العظيم» وتزعم هذه الرواية أن علي ب بن أبي طالب ومعاوية , بن أبي سفيان قد انتدبا أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص ليتباخئا في شأن الصلح» فاتفق الاثنان على خلع علي ومعاوية» فقال أبو موسى أمام الناس إني أخلع عليًا كما أخلع هذا الخاتم» وعندها قام عمرو بن العاص بخيانة أبي موسى وقال إني أثبت معاوية كما ألبس هذا الخاتم في إصبعي» ثم قام الأول بنعت الثاني بالكلب» فقام الثاني بنعت الأول بالحمار... انتهت الرواية! أقول أنا: إن هذه الرواية وإن كانت قد وردت بالفعل في أهم كتاب للتاريخ الإسلامي «تاريخ الطبري» إلا أن هذه الرواية لا تصح سندًا ولا متتاء والسند هو التسلسل البشري للرواة من الراوي الأول وحتى الراوي الذي كتب الرواية» أما المتن فهو القصة نفسهاء والحقيقة أن الطبري رحمه الله أكد في بداية كتابه أنه لم يدون في كتابه الروايات الصحيحة فقطء بل قام بتدوين كل الروايات» الصحيحة منها والمكذوبةء تاركا مهمة تصحيحها لفرسان التاريخ من بعده» غير أن الطبري جزاه الله كل خير قام بتدوين سند كل رواية بكل دقة» ورواية التحكيم تلك بها راو يُسمى بأبي مخنف لوط بن يحيى» وأبو مخنف هذا شيعي رافضي كذاب طعن به كل الرواة فقال عنه ابن عساكر: رافضي ليس بثقة» وقال عنه ابن حجر: إخباري تالف لا يوثق به» ووصفه ابن

0 غيروا مجرى التاريخ ‏ معين بقوله: ليس بشيء كذاب ساقط ! إِذَا فالرواية لا تصح أبدًا من ناحية السندء أمّا متن الرواية فقد صيغ بطريقة غبية تبين حماقة واضعهاء فمعاوية لم يكن خليفة أصلا لكي يعزله عمرو! بل إن موضوع الخلافة لم يكن في الحسبان أساسًا في صراع علي ومعاوية اء وإنما كان الخلاف بينهما على كيفية الثأر لابن عم معاوية عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه من المنافقين الذين قتلوه غدرّاء فكان علي يرى أن الوقت لم يكن مناسبًا لقتل أولئك الخونة في الحين واللحظة» بينما كان معاوية يرى أنه يجب القضاء على جيش الخونة في العراق» ثم إن هذه الرواية الحمقاء لا تحتاج لأكثر من إدراك طفل تخرج قريبًا من الحضانة ليعرف أن سب الآخرين ونعتهم بالكلب والحمار لا يصدر إلا

وعمرو بن العاص صحابيان جليلان خرجا من بيت أعظم مرب في التاريخ» خرجا من بيت محمد بن عبد الله د أما الرواية الكاذبة الأخرى فهى رواية: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا). والتي يرددها كثير منّا مفتخرًا بعدل عمر بن الخطاب ذَكهُ! هذه الرواية رواية باطلة» وأكررها بملء فمي» هذه رواية باطلة سندًا ومتتاء ليس لأن عمر بن الخطاب كان ظالمًا يستعبد الناس» بل لأن هذه الرواية تقصد الإساءة لعمرو بن العاص أكثر من مدح عمر بن الخطاب» فهذه الرواية تزعم أن بنا لعمرو ابن العاص ضرب أحد المصريين» وابنه معًا ثم قال لعمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ انتهت هذه الرواية الخبيثة. أقول أنا: هذه القصة منقطعة السند وسندها واوء ويظهر هذا الانقطاع في السند حيث ذكرها ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ص 290 بقوله: (حدئّنا) بصيغة المبني جهو ل» وهذا ما ينسف هذه الرواية الكاذبة نسفاء ثم إن متن هذه الرواية لا يقل غباءً